اعلان

رسالة من غيور على دائرة الرمــاني إلى السيد وزير الداخلية ..رأفة بنا وبابناء مدينة الرماني .


سيدي وزير الداخلية .... تحية طيبة وبعد : ...
 أكيد ــ وهذا أمر وارد ــ أنك تملك حساباً فايسبوكيا كما الجميع . و لا تحرص على قنّ فايسبوكك كما نفعل نحن. لديك شيء مهم تخاف عليه.. وأنت الذي كنت دائما تحاضر أمام الأبواق الإعلامية بأن المغاربة سواسية و التشغيل المباشر لم يعد له وجود... لا عليك ، اليوم بإمكانك توظيف بدائرة القطيع الخرساء ما تشاء..... مادام أن وصفة "طبيّخ" البلاد تأتيك من بعيد، ولا يدّ لك فيها، وما عليك أيضا ، وأنت تتوصل بالوصفة، سوى أن تُجربها علينا بكلّ بساطة لا الرماني هي مختبر للتجارب....
سيدي الوزير..
 أظنك لم تُشاهد فيديو ذاك الطفل الصغير الذي طُرد من المستشفى، بالرغم من أن جروحه خطيرة ... أظنك نسيت أمر الموت بمجرد أن قدمت العزاء في وفاة ام رئيس الحكومة ، كنت قد وعدت والدتي يوم مات جدي أني سأصلي، وسأقلع عن كل ما هو خبيث، وسأحفظ ثلاثة أرباع القرآن قبل أن أموت، وما إن أهالوا التراب على قبر جدي وعدنا، حتى نسيتُ كلّ وعودي التي قطعتها لأمي، وأنا أرافقها عائدا معها من المقبرة وهي تبكي. أنت أيضاً نسيت أمر الموت، وما أعادتك لرشدك، وما جعلتك تقف وقفة مُحاسبة بينك وبين ذاتك، وما دفعتك لأن تطلب منا المُسامحة على كلّ ما أصابنا من معاناة ــ ويصيبنا ــ ولك يد فيها...
سيدي الوزير..
سأقرب لك الصورة أكثر. أب يحمل طفله الصغير بين ذراعيه، وأصابعه مقطوعة. الاب يبكي طردوه وابنه من المستشفى، وتوسل الضمائر الحية ــ أضميرك حيّ؟؟ ــ أن يساعدوه في تجاوز معاناته. صورته وهو يبكي، جعلني أتذكر، وبالكثير من الأسى، حادثة استعمال "هيلكوبتر" لأجل عيون سائح أجنبي.. وكيف تُستنفر أطقم مستشفيات حين يتعلق الأمر بمواطن يحمل جواز سفر. تذكرت هذا بأسف كبير، وبلعتُ ـ على مضض ـ ريق الحُكرة. ورفعت بعدها عيني للسماء، وبصمت، دعوت دعاء أهل يثرب..
سيدي الوزير..
أتُفرحك معاناتنا؟ أترتاح ــ ومصائبنا مع الحياة ــ تزداد يوماً بعد يوم؟ أينعشك بكائنا تحت نير "الحُكرة"؟ أتنال عبارات الاحترام منهم، إن أنت نكلّت بنا جيداً؟ أتنام مرتاحاً، وذاك الأب، وغيره من الحالات الكثير، موجودة بين ظهرانيك ؟ أيفرحُك منظر ساكنة الرماني وهم يتلحّفون السماء مع هذا البرد القاتل؟ و العشرات من المعطلين يجوبون الشوارع بجلية خاوية ألم يجدر بك أن تراعي مشاعرهم أولم يكونوا هم الأولى بهذا المنصب ؟ أترضى أن يبيع اللّصوص الأراضي الشاسعة لغير أهلها أم أن الأمر مقصود ليصبحوا عبيدا ، ويُستخّسر في أهل الرماني، قطعة أرضية بمثابة قبر الحياة ٍ، ويحاربون بها صقيع برد ؟؟.. ماذا و ماذا ثم ماذا.. أشياء كثيرة تحدث، وأناس تموت، لا لأن أجلها قد حان، لكن لأن مساع لقتلها قد كُلّلت بالنجاح. ـ برافو.. لقد أبليت البلاء الحسن... هكذا نريدك أن تُعيّشهم في الجحيم.. أحسنت صنعاً.. افعل كلّ شيء بهم، عدا أن تقترب منا لأن "واد الشرّاط" ينتظر ضحيته الجديدة.. ربما بهكذا كلمات يحدثك "التحكم" ... دعني أخبرك سيدي الوزير، أن الزمن كفيل بأن يُعاقب الجميع ....
يومك سعيد سيدي الوزير.
المشير الزعري


Aucun commentaire:

تابعنا على الفيسبوك

انطلاقة TV

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الانطلاقة 2016
DESIGNED & POWERED BY:   MARZAK MUSTAPHA