اعلان

الباشا امحمد بن بوعمرو الزعري بين الوطنية و المؤامرة ...


ولع الزعري...
كلما اقتربت الأيام ترتفع الأصوات إحياءًا لمواقفه، و تقام جلسات لتناقش افكاره تكريماً له، بعض الزعريين المتشددين يؤكدون أن استكمال مهام ثورته الفكرية هو التكريم الحقيقي لزعيمها وقائدها، والبعض الآخر لا ينفي ذلك، و لكنه يعتبر أن الاحتفالات هي جزء لا يتجزأ من مواجهة الحملة الضارية التي تلاحق مبادئه ومشروعه حتى الآن.

فيما يتساءل الجيل الجديد الذي لم يحالفه الحظ ليعاصره عن السر وراء حضوره الطاغي على المشهد العام الزعري طيلة أكثر من أربعين عاماً تلت رحيله عن الدنيا .

مثله مثل كل القيادات الوطنية والزعامات التاريخية لم يكن يمتلك قوةً مادية يحقق بها أهدافه، بل كان كل ما يملكه قدرة على التحليل العلمي الموضوعي للواقع ، و رؤية ثاقبة للمستقبل، وإرادة لا تلين مهما تعرضت لمعوقات، و إصرار على مواصلة المحاولة تلو الأخرى لتمكين زعير من الحصول على كافة حقوقها الاقتصادية والسياسية.
لم تكن إنتماءاته إلا تعبيراً حقيقياً وتجسيداً لأفكاره ومبادئه التي تمثلت في رفض الاستغلال بكل صوره، سواء افتئاتاً من قوى اجتماعية على حقوق الشعب بأكمله، أو انتقاصاً من حق زعير في تحقيق تنميتها و ريادتها الوطنية، ولذلك جاءت معاركه متسقة مع ذلك النهج منذ بدأ وحتى سلّم الراية مخضبةً بدماء شهداء الوطن، لكنها مضمخةً بالعزة والكرامة حسبما جاء في أحد خطبه بل أشهرها إثناء محاولة اغتياله.

ولم تكن تحالفاته كذلك إلا في إطار رؤية إنسانية أرحب من الانتماء القبلي، و من هنا كانت مساهماته التي لا تنكر في إطار دعم حركة التحرر الوطني في كل بقاع الوطن، والتي أدت لانحسار الإستعمار بشكله التقليدي في مساحات جغرافية واسعة ، ولم يكتف بذلك بل ساهم مع أبرز قادة العصر الحديث في العالم وقتها على تأسيس حركة الحياد الإيجابي في مواجهة الحرب الباردة من ناحية والتوحش الغربي الرأسمالي من ناحية أخرى.

كان واحداً من أبناء الشعب العامل الذي طالما دافع عنهم، لم ينسهم يوماً ، و طيلة جلوسه على رأس زعامة زعير لم يصدر قراراً أو قانوناً يمس المصالح الحقيقية للفقراء ، حتى انه حاكم أحد أهم معاونيه و حاشية حكمه بالاعتداء على أحد العمال لديه.

بعد أكثر من أربعين عاماً من رحيله مازالت رؤيته ومشروعه ومبادئه هي الأقدر والأجدر بحل مشكلات الواقع الزعري، ربما لأن أعداء زعير في الداخل والخارج لم يألوا جهداً في القضاء على ما تحقق في عصره، وربما لأن الأوضاع أصبحت اكثر انحطاطاً على كافة المستويات، وأن الخطر المحدق بالوجود الزعري نفسه اقترب من تحقيق أهدافه في مخطط التفتيت بعد مؤامرة التجزئة .

نعم الاحتفال به وتكريم ذكراه وإعلاء رايته القومية القبلية ورفع صوره ليس مجرد طقساً يقيمه دراويش زعير كما يحلو لخصومه أن يقولوا، لكنه فعل نضالي حقيقي يرسل إنذاراً للغافلين ويستدعى جموع المناضلين ، ويستحث من قاده إحباطه إلى الانعزال، ويحّرض من يخشى على مستقبله .

امحمد بن بوعمر هو عنوان المرحلة لمن لا يعلمون، منه تبدأ المسيرة وإليه تنتهي ، هو حلم مازال عصياً على الأعداء، وأفقٌ لا يحد؛ يعجز أمامه الخصوم ، وتحفظه زعير في الأفئدة والجفون، و يقاتل في جيشه المناضلون المؤمنون بحق هذه القبيلة في الحرية والوحدة الإدارية و التنمية، سواءً أطلقوا على أنفسهم زعريين أو لم يطلقوا...يتبع ..
احمد لغنيمي





Aucun commentaire:

تابعنا على الفيسبوك

انطلاقة TV

© جميع الحقوق محفوظة لموقع الانطلاقة 2016
DESIGNED & POWERED BY:   MARZAK MUSTAPHA